الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } * { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } * { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَآءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ رَبِّيۤ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

ثم قال عز وجل: { أَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُخْسِرِينَ } يعني: من الناقصين في الكيل والوزن وفي هذا دليل على أنه أراد بهذا أهل مدين لأنه ذكر في تلك الآيةوَأَوْفُواْ ٱلْكَيْلَ وَٱلْمِيزَانَ } [الأنعام: 152] كما ذكرها هنا ثم قال: { وَزِنُواْ بِٱلْقِسْطَاسِ ٱلْمُسْتَقِيمِ } يعني: بميزان العدل بلغة الروم ويقال هو القبان { وَلاَ تَبْخَسُواْ ٱلنَّاسَ أَشْيَاءهُمْ } يعني: لا تنقصوا الناس حقوقهم قرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص بالقسطاس بكسر القاف والباقون بالضم وهما لغتان ثم قال: { وَلاَ تَعْثَوْاْ فِى ٱلأَرْضِ مُفْسِدِينَ } يعني: لا تسعوا فيها بالمعاصي يقال: عثى يعثو وعاث يعيث وعثى يعثي إذا ظهر الفساد ثم قال عز وجل: { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِى خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ } يعني: الخليقة الأولى { قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ وَمَا أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مّثْلُنَا } وقد ذكرنا { وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ ٱلْكَـٰذِبِينَ } يعني: ما نظنك إلا من الكاذبين { فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مّنَ ٱلسَّمَاءِ } أي: جانباً من السماء وقريء كسَفاً بنصب السين أي: قطعاً وهو جمع كسفة { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ قَالَ } لهم شعيب - عليه السلام - { رَبّى أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } من نقصان الكيل { فَكَذَّبُوهُ } في العذاب { فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ ٱلظُّلَّةِ } لأنه أصابهم حر شديد فخرجوا إلى غيضة فاستظلوا بها فأرسل عليهم ناراً فأحرقت الغيضة فاحترقوا كلهم { إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } صار العذاب نصباً لأنه خبر كان { إِنَّ فِى ذَلِكَ لآيَةً } يعني: لعبرة لمن نقص في الكيل والوزن { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } يعني: قوم شعيب { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن نقص الكيل والوزن { ٱلرَّحِيمُ } لمن تاب ورجع.