الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَ أَصْحَابُ لْئَيْكَةِ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

قوله عز وجل: { كَذَّبَ أَصْحَـٰبُ لْـئَيْكَةِ } قرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي الأيكةِ بكسر الهاء والألف والباقون ليكة بغير ألف ونصب الهاء إسم بلد ولا ينصرف من قرأ الأيكة فلأنها عرفت بالألف واللام فيصير خفضاً بالإضافة في الشاذ ليكة بكسر الهاء بغير ألف لأن الأصحاب مضاف إلى ليكة فصار إسماً واحداً ويقال الأيكة هي الشجرة الملتفة يقال: أيك وأيكة مثل أجم وأجمة ويقال: شجرة الدوم وهو شجر المقل ثم قال عز وجل: { إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ } ولم يقل أخوهم قال بعضهم: كان شعيب بعث إلى قومين أحدهما مدين وكان شعيب منهم فسماه أخاهم حيث قالوَإِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا } [هود: 84] والآخر أصحاب الأَيكة ولم يكن شعيب - عليه السلام - منهم فلم يقل أخوهم وقال بعضهم: كان مدين والأيكة واحداً وهو الغيضة بقرب مدين فذكره في موضع أخوهم ولم يذكره في الآخر ثم قال: { أَلاَ تَتَّقُونَ } يعني: ألا تخافون الله تعالى فتوحدوه { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } وقد ذكرناه