الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } * { يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى: { وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ } يعني: وهلا إذ سمعتم القذف { قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَا } يعني: ما ينبغي لنا ولا يجوز لنا { أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَـٰنَكَ هَـٰذَا بُهْتَـٰنٌ عَظِيمٌ } وفي هذا بيان فضل عائشة رضي الله عنها حيث نزهها الله باللفظ الذي نزه به نفسه وهو لفظ سبحان الله ويقال: سبحان الله أن تكون امرأة النبي - صلى الله عليه وسلم - زانية ما كانت امرأة نبي زانية قط ثم وعظ الذين يخوضون في أمر عائشة فقال عز وجل: { يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ } يعني: ينهاكم الله عز وجل: { أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً } يعني: القذف { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } يعني: مصدقين بالله وبرسوله عليه السلام وباليوم الآخر { وَيُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلاْيَـٰتِ } يعني: الأمر والنهي { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ونزل في عبد الله بن أبيّ وأصحابه { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَـٰحِشَةُ } يعني: يظهر الزنا ويفشو ويقال: تحبوا ما شاع لعائشة رضي الله عنها من الثناء السيء { فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني: عائشة وصفوان { لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِى ٱلدُّنْيَا } الحد { وَٱلآخِرَةِ } النار إن لم يتوبوا { وَٱللَّهُ } تعالى { يَعْلَمُ } أنهما لم يزنيا { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ذلك منهما ثم قال عز وجل: { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } وجوابه مضمر يعني: لولا منُّ الله عليكم ونعمته لعاقبكم فيما قلتم في أمر عائشة وصفوان { وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ } حيث لم يعجل بالعقوبة.