الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } * { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ }

ثم قال عز وجل: { لَّوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ } يعني: هلا إذ سمعتم قذف عائشة وصفوان { ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً } يعني: هلا ظننتم به كظنكم بأنفسكم ويقال ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم كظن المؤمنين والمؤمنات بأمثالهم وبأهل دينهم خيراً ويقال يعني: هلا ظننتم كما ظن المؤمنون والمؤمنات { وَقَالُواْ هَـٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ } يعني: هلا قلتم حين بلغكم هذا الكذب هذا كذب بيّن وعلمتم أن أمكم لا تفعل ذلك { لَّوْلاَ جَاءوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ } يعني: هلا جاءوا بها { فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَاء فَأُوْلَـئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَـٰذِبُونَ } في قولهم اللفظ لفظ الماضي والمراد به المستقبل يعني اطلبوا منهم أربعة شهداء فإن لم يأتوا بها فأقم عليهم الحد ثم قال عز وجل: { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } يعني: منته ونعمته عليكم { فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلأَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ } يعني: أصابكم { فِيمَا أَفَضْتُمْ فِيهِ } يعني: فيما قلتم من القذف { عَذَابٌ عظِيمٌ } في الدنيا والآخرة على وجه التقديم قوله عز وجل: { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } أي يرويه بعضكم من بعض ويتلقاه بعضكم من بعض وقرىء (إذ تلِقُونه) بكسر اللام وضم القاف والتخفيف أي: تكذبون بألسنتكم ويقال: معناه تسرعون إلى الكذب يقال ولق يلق إذا أسرع إلى الكذب وروى ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقرأ (إِذْ تَلقونه) بكسر اللام وقال ابن أَبي مليكة هي أعلم لأن الآية نزلت فيها وروي عن أبيّ بن كعب أنه كان يقرأ إذ يتلقونه وقال أبو عبيد: لولا قراءة أبي وكراهة الخلاف على الناس ما كان أحد أولى أن يتبع فيها من عائشة كما احتج ابن أبي مليكة ثم قال تعالى: { وَتَقُولُونَ بِأَفْوٰهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } من الفرية { وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً } أي: تحسبون عقوبته هينة { وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } في الوزر والعقوبة.