الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَآءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَيَدْرَؤُاْ عَنْهَا ٱلْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِٱللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱلْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ ٱللَّهِ عَلَيْهَآ إِن كَانَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ }

ثم قوله عز وجل: { وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوٰجَهُمْ } يعني: يقذفون أزواجهم بالزنا قال أبو الليث: حدثنا أبو جعفر قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن الفضل قال: حدثنا يزيد بن هارون عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس (عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) قال: " لما نزل والذين يرمون المحصنات الآية قال مسعد بن عبادة وهو سيد الأنصار أهكذا أنزلت يا رسول الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - «يا معشر الأنصار لا تسمعون إلى ما يقول سيدكم " فقال سعد والله يا رسول الله إني لأعلم أنها حق وإنها من الله تعالى ولكني قد تعجبت أني لو وجدت لكاعاً قد تفخذها رجل لم يكن لي أن أهيجه حتى آتي بأربعة شهداء فوالله إني لا آتي بأربعة شهداء حتى يقضي حاجته قال فما لبثوا إلا يسيراً حتى جاء هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم فجاء من أرضه عشاء فوجد عند امرأته رجلاً فرأى بعينه وسمع بأذنه فلم ينجه حتى أصبح فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله: إني جئت أهلي عشاء فوجدت عندها رجلاً فرأيت بعيني وسمعت بأذني فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - ما جاء به واشتد عليه واجتمعت الأنصار فقالوا قد ابتلينا بما قال سعد بن عبادة الآن يضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هلال ابن أمية ويبطل شهادته في المسلمين فقال هلال والله إني لأرجو أن يجعل الله لي مخرجاً فوالله إن النبي - صلى الله عليه وسلم - ليريد أن يأمر بضربه إذ نزل عليه الوحي فعرفوا بذلك في تربد وجهه فأمسكوا عنه حتى فرغ من الوحي فنزل والذين يرمون أزواجهم { وَلَمْ يَكُنْ لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ } فسري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أبشر يا هلال فقد جعل الله لك مخرجاً " فقال هلال: قد كنت أرجو ذلك من ربي فأرسلوا إليها فجاءت فتلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهما وذكرهما وأخبرهما أن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا فقال هلال: والله يا رسول الله لقد صدقت عليهما فقالت كذب علي فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لاعنوا بينهما " فقيل لهلال اشهد فشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين فلما كانت الخامسة قيل يا هلال اتق الله فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وإن هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب قال والله لا يعذبني الله عليها كما لم يجلدني عليها فشهد الخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ثم قيل لها إشهدي فشهدت أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين فلما كانت الخامسة قيل لها اتقي الله فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة وان هذه الموجبة التي توجب عليك العذاب فمكثت ساعة ثم قالت والله لا أفضح قومي فشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ففرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما وقضى أن لا يدعي ولدها لأب وقال إن جاءت به أصيهب أريسج أثيبج خمش الساقين فهو لهلال وإن جاءت به أورق جعداً جمالياً خدلج الساقين سابغ الإليتين فهو للذي رميت به فجاءت به أورق جعداً جمالياً خدلج الساقين سابغ الإليتين فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:

السابقالتالي
2