الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } * { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } * { بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }

قوله عز وجل: { وَهُوَ ٱلَّذِى أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَـٰرَ وَٱلأَفْئِدَةَ } فهذه الأشياء من النعم { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } يعني: أنتم لا تشكرون ويقال شكركم فيما صنع إليكم قليل { وَهُوَ ٱلَّذِى ذَرَأَكُمْ } يعني: خلقكم في الأرض { وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } في الآخرة { وَهُوَ ٱلَّذِى يُحىِ وَيُمِيتُ } أي: يحيي الموتى ويميت الأحياء { وَلَهُ ٱخْتِلَـٰفُ ٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } أي: ذهاب الليل ومجيء النهار { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } أمر الله ويقال أفلا تعقلون توحيد ربكم فيما ترون من صنعه فتعتبرون ثم قال عز وجل: { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } يعني: كذبوا مثل ما كذب الأولون { قَالُواْ أَءذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَءابَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ } يعني: هذا القول { إِنَّ هَذَا } يعني: ما هذا { إِلاَّ أَسَـٰطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } يعني: أحاديثهم وكذبهم قوله عز وجل: { قُلْ } لكفار مكة { لّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَا } من الخلق { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أن أحداً يفعل ذلك غير الله تعالى فأجيبوني { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } يعني: تتعظون فتطيعونه وتوحدونه { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَـٰوَاتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } وكلهم قرؤا الأول بغير ألف وأما الآخر فإن كلهم قرؤوا بغير ألف غير أبي عمرو فإنه قرأ الله والباقون لله قال أبو عبيد: وجدت في مصحف الإمام كلها بغير ألف قال وحدثني عاصم الجحدري أن أول من قرأ هاتين الألفين نصر بن عاصم الليثي فأما من قرأ الله فهو ظاهر لأنه جواب السائل عما يسأل ومن قرأ لله فله مخرج في العربية سهل وهو ما حكى الكسائي عن العرب أنه يقال للرجل من رب هذه الدار فيقول لفلان يعني هي لفلان والمعنى في ذلك أنه إذا قيل من صاحب هذه الدار فكأنه يقول - لمن هذه الدار وإذا قال المجيب هي لفلان أو قال فلان فهو جائز ولو كان الأول الله لكان يجوز في اللغة ولكنه لم يقرأ والاختلاف في الآخرين ثم قال: { قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } عبادة غير الله تعالى فتوحدونه قوله عز وجل: { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلّ شَىْءٍ } يعني: خزائن كل شيء { وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } يعني: يقضي ولا يقضى عليه ويقال وهو يؤمن من العذاب ولا يؤمن عليه أي ليس له أحد يؤمن الكفار من عذابه { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } يعني: من الذين تصرفون عن الإسلام وعن الحق ثم قال عز وجل: { بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِٱلْحَقِّ } قال الكلبي: يعني القرآن وقال مقاتل: يعني جئناهم بالتوحيد { وَإِنَّهُمْ لَكَـٰذِبُونَ } في قولهم إن الملائكة عليهم السلام كذا وكذا ثم قال: { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ... }