الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ أَمْ جَآءَهُمْ مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ ٱلأَوَّلِينَ } * { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } * { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَآءَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } * { وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } * { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ عَنِ ٱلصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ }

ثم قال عز وجل: { أَفَلَمْ يَدَّبَّرُواْ ٱلْقَوْلَ } وأصله يتدبروا فأدغم التاء في الدال يعني أفلم يتفكروا في القرآن { أَمْ جَاءهُمْ } من الأمان { مَّا لَمْ يَأْتِ ءابَاءهُمُ ٱلأَوَّلِينَ } حتى يؤمنوا وقال معناه جاءهم الذي لم يجىء آباءهم الأولين وهذا كقولهلِتُنذِرَ قَوْماً مَّا أُنذِرَ ءابَاؤُهُمْ } [يس: 60] وقال الكلبي: أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين من البراءة من العذاب ثم قال تعالى: { أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ } يعني نسبة رسولهم { فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ } يعني: جاحدين قال أبو صالح عرفوه ولكن حسدوه { أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ } يعني بل يقولون به جنون { بَلْ جَاءهُمْ بِٱلْحَقِّ } يعني الرسول - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة والقرآن من عند الله عز وجل أن لا تعبدوا إلا الله { وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقّ كَـٰرِهُونَ } يعني: جاحدين مكذبين وهم الكفار قوله عز وجل { وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ } والحق هو الله تعالى يعني لو اتبع الله أهواءهم يعني: مرادهم { لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَاتُ وَٱلأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ } يعني لهلكت لأن أهواءهم ومرادهم مختلفة ويقال لو كانت الآلهة بأهوائهم كما قالوا لفسدت السموات كقولهلَوْ كَانَ فِيهِمَآ آلِهَةٌ إِلاَّ ٱللَّهُ لَفَسَدَتَا } [الأنبياء: 22] ثم قال: { بَلْ أَتَيْنَـٰهُمْ بِذِكْرِهِمْ } يعني: أنزلنا إليهم جبريل عليه السلام بعزهم وشرفهم لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم { فَهُمْ عَن ذِكْرِهِمْ مُّعْرِضُونَ } يعني عن القرآن: أي تاركوه لا يؤمنون به { أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً } قرأ حمزة والكسائي خراجاً { فَخَرَاجُ رَبّكَ خَيْرٌ } يعني: فثواب ربك خير ويقال - قوت ربك من الحلال خير من جعلهم وثوابهم { وَهُوَ خَيْرُ ٱلرزِقِينَ } أي: أفضل الرازقين قوله عز وجل: { وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يعني دين مستقيم وهو الإسلام لا عوج فيه { وإِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } يعني لا يصدقون بالبعث { عَنِ ٱلصّرٰطِ لَنَـٰكِبُونَ } أي عن الدين لعادلون ومائلون.