الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ } * { وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ } * { وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَىٰ فَأمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } * { فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ }

قوله عز وجل: { وَإِن يُكَذّبُوكَ } يعني إن يكذبوك يا محمد أهل مكة { فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ } يعني: قبل قومك { قَوْمُ نُوحٍ } كذبوا نوحاً { وَعَادٌ } كذبت هوداً { وَثَمُودُ } كذبوا صالحاً { وَقَوْمُ إِبْرٰهِيمَ } كذبوا إبراهيم { وَقَوْمُ لُوطٍ } كذبوا لوطاً { وِأَصْحَـٰبُ مَدْيَنَ } كذبوا شعيباً { وَكُذّبَ مُوسَىٰ } يعني كذبه قومه { فَأمْلَيْتُ لِلْكَـٰفِرِينَ } يعني: أمهلتهم { ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ } يعني: عاقبتهم بعد المهل بالعذاب { فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ } يعني: كيف رأيت تغييري وإنكاري عليهم يعني: أليس قد وجدوا حقاً فكذلك كفار مكة تصيبهم العقوبة كما أصابهم ثم قال عز وجل: { فَكَأَيّن مّن قَرْيَةٍ } يعني: وكم من أهل قرية { أَهْلَكْنَـٰهَا } يعني: أهلكنا أهلها { وَهِىَ ظَـٰلِمَةٌ } يعني: كافرة { فَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } يعني: ساقطة حيطانها على سقوفها { وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ } يعني: خالية ليس عندها ساكن { وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ } يعني: طويلاً في السماء ويقال: معناه: كم من بئر معطلة عطلها أربابها وليس عليها أحد يستسقي وقصر مشيد يعني: كم من حصن طويل مشيد ليس فيه ساكن ويقال [المشيد هو المبني بالشيد وهو الجص وهو المشيد المطول ويقال] المشيد والمشيد سواء أي المطول قرأ أبو عمرو أهلكتها بالتاء وقرأ الباقون أهلكناها بلفظ الجماعة وقرأ نافع في رواية ورش وأبو عمرو في إحدى الروايتين وبير بالتخفيف وهي لغة لبعض العرب وقرأ الباقون بالهمز وهي اللغة المعروفة.