الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَىۤ } * { إِنَّنِيۤ أَنَا ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاۤ أَنَاْ فَٱعْبُدْنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } * { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ } * { فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ }

ثم قال: { وَأَنَا ٱخْتَرْتُكَ } يعني: اصطفيتك للرسالة قرأ حمزة بكسر الألف وتشديد النون وإنا اخترناك بالنون بلفظ الجماعة والباقون بنصب الألف وتخفيف النون وأنا اخترتك بالتاء قال أبو عبيدة وبهذا نقرأ لموافقة الخط يعني: بخط عثمان ثم قال: { فَٱسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } يعني: إعمل بما تؤمر وتنهى ثم قال { إِنَّنِى أَنَا ٱللَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلا أَنَاْ فَٱعْبُدْنِى } يعني: أطعني واستقم على توحيدي { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } يعني: لتذكرني فيها ويقال إن نسيت الصلاة فصلها إذا ذكرتها وروى الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين نام عن الصلاة حتى طلعت الشمس قال: " من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها إن الله تعالى يقول { وَأَقِمِ ٱلصَّلاَةَ لِذِكْرِيۤ } " قال بعضهم هذا خطاب لموسى وقال بعضهم: هذا خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - إلى قوله { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ } ثم رجع إلى قصة موسى بقوله: { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } ثم قال { إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءاتِيَةٌ } يعني: كائنة { أَكَادُ أُخْفِيهَا } يعني: أسرها عن نفسي فكيف أعلنها لكم يا أهل مكة هكذا روي عن جماعة من المتقدمين وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وقال القتبي كذلك في قراءة أبي أخفيها من نفسي وهكذا روى جماعة من المتقدمين وروى طلحة عن عطاء في قوله (إن الساعة آتية أكاد أخفيها) عن نفسي وروي في إحدى الروايتين عن أبي بن كعب أنه كان يقول (أكاد أخفيها) بنصب الألف يعني: أكاد أظهرها وهي قراءة سعيد بن جبير قال أهل اللغة خفي أي أظهر وقال امرؤ القيس
" خفاهن من انفاقهن كأنما   خفاهن ودق من عشيّ مجلب "
يذكر الفرس أنه استخرج الفأرة من جحرهن كالمطر ثم قال { لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ } يعني: لتثاب كل نفس بما تعمل ثم قال عز وجل { فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا } يعني: لا يصرفنك عنها يعني: عن الإقرار بقيام الساعة { مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا } يعني: من لا يصدق بقيام الساعة { وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَىٰ } يعني: فتهلك ويقال: الردى الموت والهلاك ثم رجع إلى قصة موسى - عليه السلام -