الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَآ أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ءَامِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ } أيّ صدقوا بالقرآن الذي أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - وهم يهود أهل المدينة ومن حولها. { قَالُواْ: نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا } في التوراة وبموسى عليه السلام { وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَآءَهُ } يعني بما سواه وهو القرآن { وَهُوَ ٱلْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ } ، أي القرآن هو الصدق، وهو منزل من الله تعالى موافق لما معهم، يعني أنهم إذا جحدوا بالقرآن صار جحوداً لما معهم لأنهم جحدوا بما هو مصدق لما معهم فقالوا له: إنك لم تأتنا بمثل الذي أتانا به أنبياؤنا، ولم يكن لنا نبي إلا كان يأتينا بقربان تأكله النار. قال الله تعالى { قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ } وقد جاؤوا بالقربان والبينات أي بالعلامات { إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي إن كنتم مصدقين بالأنبياء. فهذا اللفظ للمستأنف وهو قوله (فلم تقتلون) ولكن المراد منه الماضي وإنما خاطبهم وأراد به آباءهم. وفي الآية دليل: أن من رضي بالمعصية فكأنه فاعل لها، لأنهم كانوا راضين بقتل آباءهم الأنبياء فسماهم الله تعالى قاتلين. وفي الآية دليل: أن من ادعى أنه مؤمن ينبغي أن تكون أفعاله مصدقة لقوله، لأنهم كانوا يدعون أنهم مؤمنون بما معهم. قال الله تعالى { فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء ٱللَّهِ } يعني أي كتاب (يجوز) قتل نبي من الأنبياء عليهم السلام وأي دين وإيمان جوز فيه ذلك يعني قتل الأنبياء.