الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

قوله تعالى: { قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعًا } يعني آدم وحواء وإبليس والحية. وفي الآية دليل على أن المعصية تزيل النعمة عن صاحبها، لأن آدم قد أخرج من الجنة بمعصيته. وهذا كما قال القائل:
إذا كنت في نعمة فارعها   فإن المعاصي تزيل النعم
وداوم عليها بشكر الإله   فإن الإله شديد النقم
وقال تعالى:إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ } [الرعد: 11] الآية. وقوله تعالى: { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنّى هُدًى } وأصله (فإن ما) ألا أن النون أدغمت في الميم، وإن لتأكيد الكلام، وما للصلة، ومعناه فإما يأتينكم مني هدى يعني البيان، وهو الكتاب والرسل. خاطب به آدم وعنى به ذريته. { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ } يعني اتبع كتابي وأطاع رسلي { فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبلهم من العذاب، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما خلفوا من أمر الدنيا.