الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالُواْ سُبْحَٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَآ إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَآ إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ }

قوله تعالى: { قَالُواْ سُبْحَـٰنَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا } نزهوه وتابوا إليه من مقالتهم، ومعناه سبحانك تبنا إليك من مقالتنا فاغفر لنا { لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا } أي ألهمتنا. وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " سبحان الله، تنزيه الله عن كل ما لا يليق به " وقال بعض أهل اللغة: اشتقاقه من السباحة لأن الذي يسبح يباعد ما بين طرفيه، فيكون فيه معنى التبعيد. وقال بعضهم: هذه لفظة جمعت بين كلمتي تعجب لأن العرب إذا تعجبت من شيء قالت: حان، والعجم إذا تعجبت من شيء قالت: سب. فجمع بينهما فصار: سبحان. وقوله تعالى: { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } يعني أنت العليم بما يكون في السماوات والأرض، الحكيم في أمرك إذا حكمت أن تجعل في الأرض خليفة غيرنا. ويقال: معناه { ٱلْعَلِيمُ ٱلْحَكِيمُ } على وجه الحكمة التي تدرك الأشياء بحقائقها وكان حكمه موافقاً للعلم.