الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَآ أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَامَىٰ وَٱلْمَسَاكِينِ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { يَسْـأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ } وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما حثهم على الصدقة قال عمرو بن الجموح: يا رسول الله: كم ننفق وعلى من ننفق؟ فنزلت هذه الآية: { يَسْـأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ } أي ماذا يتصدقون من أموالهم. { قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ } أي من مال { فَلِلْوٰلِدَيْنِ وَٱلأَقْرَبِينَ وَٱلْيَتَـٰمَىٰ وَٱلْمَسَـٰكِينَ وَٱبْنِ ٱلسَّبِيلِ } يعني أنفقوا على الوالدين والقرابة وعلى جميع المساكين فهذا جواب لقولهم: على من ننفق؟ ونزل في جواب قولهم: ماذا ننفق؟ قوله تعالى:قُلِ ٱلْعَفْوَ } [البقرة: 219] أي الفضل من المال ثم نسخ ذلك بآية الزكاة. وقال بعضهم: آية الزكاة نسخت كل صدقة كانت قبلها. وقال بعضهم: هذه الآية ليست بمنسوخة وإنما فيها بر الوالدين وصلة الأرحام. ثم قال تعالى: { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }. أي يجازيكم به.