قوله: { كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وٰحِدَةً } قال الزجاج: الأمة على وجوه منها القرن من الناس كما يقال: مضت أحم أي قرون والأمة: الرجل الذي لا نظير له ومنه قوله تعالى:{ إِنَّ إِبْرَٰهِيمَ كَانَ أُمَّةً } [النحل: 120] والأمة: الدين وهو الذي قال ها هنا: { كَانَ ٱلنَّاسُ أُمَّةً وٰحِدَةً } أي على دين واحد وعلى ملة واحدة. وقال بعضهم: كان الناس كلهم على دين الإسلام جميع من كان مع نوح في السفينة ثم تفرقوا. { فَبَعَثَ ٱللَّهُ ٱلنَّبِيّينَ } وقال بعضهم: كان الناس كلهم كفاراً في عهد نوح وعهد إبراهيم عليهما السلام فبعث الله للناس النبيين إبراهيم وإسماعيل، ولوطاً وموسى ومن بعدهم { مُبَشّرِينَ } بالجنة لمن أطاع الله، { وَمُنذِرِينَ } بالنار لمن عصى الله { وَأَنزَلَ مَعَهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِ } يقول: بالعدل { لِيَحْكُمَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ } أي يقضي بينهم { فِيمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ } من [أمور] الدين { وَمَا ٱخْتَلَفَ فِيهِ } أي في الدين { إِلاَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوهُ } يعين أعطوا الكتاب { مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ ٱلْبَيِّنَـٰتُ } أي البيان من الله { بَغْياً بَيْنَهُمْ } يعني اختلفوا فيه حسداً بينهم { فَهَدَى ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لِمَا ٱخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ ٱلْحَقِّ بِإِذْنِهِ } أي هداهم ووفقهم حتى أبصروا الحق من الباطل { بِإِذْنِهِ } بتوفيقه ويقال: برحمته { وَٱللَّهُ يَهْدِى مَن يَشَاء إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } يعني الإسلام [وقال بعضهم فهدى] الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق [بإذنه] أي بعصمته والله [يعصم] من يشاء إلى دين الإسلام ويقال: يوفق الله بتوفيقه إذا جهدوا في طلب الحق { وَٱللَّهُ يَهْدِي } أي يوفق من يشاء إلى صراط مستقيم.