الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِٱلْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقاً مِّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }

قوله: { وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوٰلَكُمْ بَيْنَكُم بِٱلْبَاطِلِ } أي بالظلم وشهادة الزور { وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى ٱلْحُكَّامِ } يقول تلجأوا بالخصومة إلى الحكام. وقال الزجاج: تعملون بما يوجبه ظاهر الحكم، وتتركون ما علمتم أنه الحق. { لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا } يعني طائفة { مّنْ أَمْوَالِ ٱلنَّاسِ بِٱلإِثْمِ } أي باليمين الكاذبة وشهادة الزور. ويقال: بالإثم أي بالجور. { وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } أنه جور ويقال: إنكم تعلمون أنكم تأخذون بالباطل. وهذه الآية " نزلت في شأن امرىء القيس بن عباس الكندي وعيدان بن أشوع الحضرمي اختصما إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فادعى أحدهما على صاحبه شيئاً، فأراد الآخر أن يحلف بالكذب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض فمن قضيت له بحق أخيه وأرى أنه من حقه وأنه لا يرى أنه من حقه فإنما أقضي له بقطعة من النار " فنزلت هذه الآية فيهما، وصارت عامة لجميع الناس وروى سعيد بن المسيب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " شاهد الزور إذا شهد لا يرفع قدميه من مكانهما حتى يلعنه الله من فوق عرشه ".