الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ كَمَآ أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ }

قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنْكُمْ } يعني محمداً - صلى الله عليه وسلم - { يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ ءايَـٰتِنَا } أي القرآن وقوله { مّنكُمْ } أي من العرب. ويقال: آدمي مثلكم لأنه لو كان من الملائكة لا يستطيعون النظر إليه فأرسل آدمياً مثلكم يتلو عليكم القرآن { وَيُزَكِّيكُمْ } قال الكلبي: ويصلحكم بالزكاة. وقال مقاتل: يطهركم من الشرك والكفر. وقال الزجاج: خاطب به العرب أنه بعث رسولاً منكم وأنتم كنتم أهل الجاهلية لا تعلمون [الكتاب] والحكمة فكما أنعمت عليكم بالرسالة فاذكروني بالتوحيد. ويقال قوله: (كما) وصل بما قبله ومعناه ولأتم نعمتي عليكم كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم. ويقال: وصل بما بعده ومعناه كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم. { وَيُعَلّمُكُمُ ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحِكْمَةَ وَيُعَلّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } فاعرفوا هذه النعمة.