الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَٱسْتَبِقُواْ ٱلْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

{ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ } أي قبلة والوجهة والجهة والوجه بمعنى واحد أي لكل ذي ملة قبلة { هُوَ مُوَلِّيهَا } (أي مستقبلها). [وقيل: لكل دين وملة قبلة هو مولها]. قرأ ابن عامر: (هو مولاها) والباقون بالكسر أي هو بنفسه موليها [يعني الله مولاها] وقال مقاتل: لكل أهل ملة قبلة هم مستقبلوها يريدون بها [وجه] الله تعالى. { فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ } أي قال لهذا الأمة استبقوا بالطاعات وهذا كما قال في آية أخرى:لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَـٰجاً } [المائدة: 48]، أي جعلنا لكل قوم شريعة وسبيلاً فإذا أخذوا بالسنة والمنهاج [رضي عنهم] فأمر الله تعالى أهل هذه الشرائع أن يستبقوا الخيرات في الأعمال الصالحة فقال تعالى { أَيْنَمَا تَكُونُواْ } في الأرض { يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًا } يعني يقبض أرواحكم ويجمعكم يوم القيامة. وقال مجاهد { وَلِكُلّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلّيهَا } أمر كل قوم بأن يحولوا وجوههم إلى الكعبة. ويقال: ولكل أمة قبلكم قبلة أمرتهم بأن يستقبلوها فاستبقوا الخيرات، يقول: بادروا الأمم [بالطاعات]. ثم قال تعالى [ { أَيْنَمَا تَكُونُواْ } { يَأْتِ بِكُمُ ٱللَّهُ } يعني يقبض أرواحكم ويجمعكم يوم القيامة] { إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْء قَدِيرٌ } أي هو قادر على جمعكم يوم القيامة.