الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } * { ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ }

{ ٱلَّذِينَ ءاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } وهم مؤمنو أهل الكتاب { يَعْرِفُونَهُ } يعني محمداً - صلى الله عليه وسلم - بنعته وصفته { كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ } بين الغلمان. قال عبد الله بن سلام والله إني لأنا كنت أشد معرفة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني بإبني فقال له عمر - رضي الله عنه -: وكيف ذلك يا ابن سلام؟ فقال: لأني أشهد أنه رسول الله حقاً وصدقاً ويقيناً وأنا لا أشهد بذلك على ابني لأني لا أدري ما أحدثت النساء بعدي [فقال له: والله يا ابن سلام لقد صدقت أو أصبت] ثم قال تعالى: { وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ } يعني طائفة من اليهود { لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ } في كتابهم { وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنه نبي مرسل. قال مقاتل: إن اليهود قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لم تطوفون بالبيت المبني بالحجارة فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - " إن الطواف بالبيت حق وإنه هو القبلة مكتوب في التوراة " ، فجحدوا ذلك فنزل قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ ءاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ } يعني التوراة يعرفون أن البيت قبلة كما يعرفون أبناءهم وإن فريقاً منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ذلك في أمر القبلة. ثم قال تعالى: { ٱلْحَقُّ مِن رَّبّكَ } يا محمد إن الكعبة قبلة إبراهيم { فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } أي من الشاكين. إنهم يعرفون أنها قبلة إبراهيم - عليه الصلاة والسلام -.