الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }

قال تعالى: { صِبْغَةَ الله } أي: اتبعوا دين الله والزموه لا دين اليهود والنصارى { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً } يعني، أي دين أحسن من دين الله تعالى، وهو دين الإسلام { وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدونَ } أي موحدون مقرون، وذلك أن النصارى إذا ولد لأحدهم ولد غمروه في اليوم السابع في ماء لهم، ليطهروه بذلك ويقولون: هذا طهور مكان الختان، وهم صنف من النصارى يقال لهم: المعمودية. قال الله تعالى: { وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَـٰبِدونَ } أي مطيعون، ولنا الختان طهور طهر الله به ابراهيم عليه السلام وروى سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ختن إبراهيم [عليه السلام نفسه بالقدوم] وهو ابن مائة وعشرين سنة والقدوم موضع بالشام ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة. وقال القتبي: هذا من الاستعارة حيث سمى الختان صبغة لأنهم كانوا يصبغون أولادهم في ماء. قال الله تعالى: صبغة الله لا صبغة النصارى يعني اتبعوا دين الله والزموا دين الله.