الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ ٱصْطَفَيْنَاهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ }

قوله تعالى: { وَمَن يَرْغَبُ عَن مِلَّةِ إِبْرٰهِيمَ } يقول: عن سنته ودينه وهو الإسلام. ويقال لفظه لفظ الاستفهام، ومعناه التقريع والتوبيخ، { وَمِنْ } ها هنا بمعنى (ما) فكأنه يقول: وما يرغب عن دين إبراهيم { إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ } قال أبو عبيدة: إلا من أهلك نفسه. وقال الأخفش: معناه إلا من سفه من نفسه. هذا كما قال في آية أخرىوَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ ٱلنِّكَاحِ } [البقرة: 235] أي على عقدة النكاح. ويقال: إلا من جهل أمر نفسه، فلا يتفكر فيه كما قال في آية أخرىوَفِىۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } [الذاريات: 21]، قال الكلبي ومن يرغب عن دين إبراهيم الإسلام والحج والطواف إلا من خسر نفسه. ثم: { وَلَقَدِ ٱصْطَفَيْنَـٰهُ فِي ٱلدُّنْيَا } يقول: اخترناه في الدنيا للنبوة والرسالة والإسلام والخلة { وَإِنَّهُ فِى ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّـٰلِحِينَ } أي في الجنة. ويقال: مع الصالحين في الجنة وهو أفضل الصالحين ما خلا محمداً - صلى الله عليه وسلم -.