الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وٱتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } * { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ ءامَنُواْ وٱتَّقَوْا } يعني اليهود لو صدقوا بثواب الله واتقوا السحر { لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ } يعني كان ثواب الله تعالى خيراً لهم من السحر والمثوبة والثواب بمعنى واحد وهو الجزاء على العمل وكذلك الأجر { لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ } { يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } فهذا نداء المدح، يقول { يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } صدقوا بتوحيد الله تعالى وبمحمد { لاَ تَقُولُواْ رٰعِنَا } وذلك أن المسلمين كانوا يأتون رسول الله - عليه السلام - ويقولون: يا رسول الله راعنا، وهو بلغة العرب: أرعنى سمعك. وأصله في اللغة: راعيت الرجل إذا تأملته وتعرفت أحواله. وكان هذا اللفظ بلغة اليهود سباً لرعونة. فلما سمعت اليهود ذلك من المسلمين أعجبهم ذلك وقالوا فيما بينهم: كنا نسب محمد سراً فالآن نسبه علانية، فكانوا يأتونه ويقولون له: راعنا يا محمد، ويريدون به السب. وقال بعضهم: كان في لغتهم معناه اسمع لا سمعت، فنزلت هذه الآية { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رٰعِنَا } نهى المسلمين أن لا يقولوا: بهذا اللفظ، وأمرهم أن يقولوا بلفظ أحسن منه. قال الله تعالى: { وَقُولُواْ ٱنظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ } ما تؤمرون به. ثم ذكر الوعيد للكفار فقال تعالى { وَلِلكَـٰفِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ } يعني اليهود. وقرأ الحسن (راعناً) بالتنوين. وقال القتبي: من قرأ (راعناً) بالتنوين جعله اسماً منه. مثاله: أن تقول: لا تقولوا حمقاً.