الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً } * { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَزْناً } * { ذَلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُوۤاْ آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } * { خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً }

{ قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلاً } يعني: الخاسرين أعمالهم { ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ } أي: بطلت أعمالهم { فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعَاً } أي: يظنون أنهم يفعلون فعلاً حسناً قال علي بن أبي طالب هم الخوارج وهكذا روي عن أبي أُمَامَةَ الباهلي وروي عن سلمان الفارسي أنه قال هم رهبان النصارى أهل الصوامع وهكذا قال مقاتل: { أُوْلَـئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـئَايَـٰتِ رَبّهِمْ } أي: بمحمد - صلى الله عليه وسلم - والقرآن { وَلِقَائِهِ } أي: البعث بعد الموت { فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ } أي: بطلت حسناتهم { فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْناً } أي لا توزن أعمالهم مثقال ذرة ويقال: لا نقيم لأعمالهم ميزاناً { ذَلِكَ جَزَاؤُهُم } أي: هكذا عقوبتهم { جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُواْ وَٱتَّخَذُواْ ءايَـٰتِى وَرُسُلِى } أي: القرآن ومحمداً - صلى الله عليه وسلم - { هُزُواً } أي: استهزاء { إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّـٰتُ ٱلْفِرْدَوْسِ نُزُلاً } أي منزلاً وقال مقاتل الفردوس بلغة الروم البساتين عليها الحيطان وقال السدي الأعناب بالنبطية وروى الحسن عن سمرة بن جندب قال الفردوس ربوة خضراء من الجنة هى أعلاها وأحسنها وقال الكلبي جنات الفردوس من أدنى الجنان منزلاً وروى أبو أمامة الباهلي قال الفردوس سرة الجنة أي أوسطها { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } أي: دائمين فيها { لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً } أي: تحولاً رضوا بها وبثوابها وقال بعض المفسرين: تمام النعمة أنهم لا يتمنون التحول لأنهم لو تمنوا التحول عنها لتنقص النعم عليهم.