الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّآءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً } * { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً } * { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً } * { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَآءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } * { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِي مِن دُونِيۤ أَوْلِيَآءَ إِنَّآ أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً }

{ قَالَ هَـٰذَا رَحْمَةٌ مّن رَّبّى } أي: هذا السد رحمة من ربي عليكم { فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبّى } يقول إذا جاء أجل ربي { جَعَلَهُ دَكَّاً } أي: كسراً قرأ أهل الكوفة دكاء بالمد وقرأ الباقون بالتنوين دكاً إذا لم يكن لها سنام { وَكَانَ وَعْدُ رَبّى حَقّاً } أي: صدقاً وكائناً بخروجهم { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِى بَعْضٍ } أي: يحرك في بعض وراء السد { وَنُفِخَ فِى ٱلصُّورِ } قال أبو عبيدة: تنفخ الأرواح في الصور وقال عامة المفسرين يعني: ينفخ إسرافيل في الصور وهذا موافق لما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقمه وحنا جبهته عليه وينتظر متى يؤمر فينفخ فيه " { فَجَمَعْنَـٰهُمْ جَمْعاً } أي: يوم القيامة نجمع يأجوج ومأجوج وجميع الخلق { وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ } أي: كشفنا الغطاء عنها قبل دخولهم جهنم { لّلْكَـٰفِرِينَ عَرْضاً } أي كشفاً ويكون المصدر لتأكيد الكلام ثم نعت الكافرين فقال: { ٱلَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ } أي أعين الكافرين { فِى غِطَاءٍ عَن ذِكْرِى } أي: في عمىً عن التوحيد والقرآن فلم يؤمنوا { وَكَانُواْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً } أي: استماعاً إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من بغضه وعداوته { أَفَحَسِبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ أَن يَتَّخِذُواْ عِبَادِى مِن دُونِى أَوْلِيَاء } يعني: أن يعبدوا غيري ومعناه لا يحسبن الكافرون بأن يتخذوا أولياء يعبدون معي شيئاً لأن المشركين كانوا يدعون بعض المؤمنين إلى الشرك وهذا كقوله:إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } [الحجر: 42] ويقال: ومعناه: أفيظن الذين كفروا أن يعبدوا عبادي يعني الملائكة وعزيراً والمسيح من دوني أولياء يعني أرباباً ومعناه يظنون أنهم لو اتخذوهم أرباباً تنفعهم عبادتهم ويفوتون من عذابي ثم بين عذابهم فقال: { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَـٰفِرِينَ نُزُلاً } أي: منزلاً روي عن علي بن أبي طالب أنه قرأ: (أَفَحَسْبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ) بجزم السين وضم الباء معناه أيكفيهم مني ومن طاعتي أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء فحسبهم جهنم { إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَـٰفِرِينَ نُزُلاً } أي: منزلاً.