الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } * { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيراً } * { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنْسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً }

ثم قال: { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } يعني: حفظ الذي أوحينا إليك من القرآن من قلبك، ويقال: لئن شئنا لمحونا من القلوب ومن الكتب حتى لا يوجد له أثر { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } أي: لا تجد من تتوكل عليه في رد شيء منه، ويقال: ثم لا تجد لك مانعاً يمنعني من ذلك. قوله: { إِلاَّ رَحْمَةً مّن رَّبّكَ } يعني: لكن الله رحمك فأثبت ذلك في قلبك وقلوب المؤمنين وروى أبو حازم عن أبي هريرة أنه قال: سيؤتى على كتاب الله تعالى فيرفع إلى السماء فلا تصبح على الأرض آية من القرآن وينزع من قلوب الرجال فيصبحون ولا يدرون ما هو. وروي عن ابن مسعود أنه قال: يصبح الناس كالبهائم. ثم قرأ { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِٱلَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } الآية ثم قال: { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } أي: بالنبوة والإسلام قوله: { قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـٰذَا ٱلْقُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ } أي: بمثل هذا القرآن على نظمه وإيجازه ونسقه مع كثير مما ضمن فيه من الأحكام والحدود وفنونها، ويقال: مثل هذا القرآن من تعريه عن التناقض مع كثرة الأقاصيص والأخبار، ويقال: على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله. لأن فيه علم ما كان وعلم ما يكون ولا يعرف ذلك إلاَّ بالوحي، ويقال: بمثل هذا القرآن لأنه كلام منثور لا على وجه الشعر لأن تحت كل كلمة معاني كثيرة { وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } أي: معيناً.