الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } * { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِي يُزْجِي لَكُمُ ٱلْفُلْكَ فِي ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً } * { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً } * { أَفَأَمِنْتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ ٱلْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } * { أَمْ أَمِنْتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ تَارَةً أُخْرَىٰ فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفاً مِّنَ ٱلرِّيحِ فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعاً }

قوله: { إِنَّ عِبَادِى لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰنٌ } أي: حجة. ويقال: نفاذ الأمر { وَكَفَىٰ بِرَبّكَ وَكِيلاً } أي: كفيلاً على ما قال، ويقال: حفيظاً لهم. وقال أبو العالية: إنَّ عبادي الذي لا يطيعونك. ثم ذكر الدلائل والنعم ليطيعوه ولا يطيعوا الشيطان ثم قال: { رَّبُّكُمُ ٱلَّذِى يُزْجِى لَكُمُ ٱلْفُلْكَ } أي: يسير لكم الفلك { فِى ٱلْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أي: من رزقه { إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } أي رحيم بكم. ثم قال: { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِى ٱلْبَحْرِ } أي: إذا أصابكم الخوف وأهوال البحر { ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ } أي: بطل من تدعون من الآلهة وتخلصون بالدعاء لله تعالى { فَلَمَّا نَجَّـٰكُمْ إِلَى ٱلْبَرّ } يعني: من أهوال البحر { أَعْرَضْتُمْ } أي: تركتم الدعاء والتضرع ورجعتم إلى عبادة الأوثان { وَكَانَ ٱلإِنْسَـٰنُ كَفُورًا } أي: الكافر كفوراً بأنعم الله، ثم قال: { أَفَأَمِنتُمْ } إن عصيتموه { أَن يَخْسِفَ بِكُمُ } أي: يغور بكم { جَانِبَ ٱلْبَرِّ } يعني: إلى الأرض السفلى. وقال مقاتل: يعني: ناحية من البر { أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا } أي: حجارة من فوقكم كما أرسل على قوم لوط { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ وَكِيلاً } أي: مانعاً يمنعكم قوله: { أَمْ أَمِنتُمْ أَن يُعِيدَكُمْ فِيهِ } أي: البحر { تَارَةً أُخْرَىٰ } يعني: مرة أخرى { فَيُرْسِلَ عَلَيْكُمْ قَاصِفًا مّنَ ٱلرّيحِ } أي: ريحاً شديداً { فَيُغْرِقَكُم بِمَا كَفَرْتُمْ } بالله وبنعمه { ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا } أي: من يتبعنا ويطالبنا بدمائكم كقولهفَٱتِّبَاعٌ بِٱلْمَعْرُوفِ } [البقرة: 178] أي مطالبة حسنة، ويقال: يعني: ثائراً ولا ناصراً لينتقم لكم مني. قرأ ابن كثير وأبو عمرو " أن نَخْسِفَ بكم " " أَوْ نُرْسِلَ " " أنْ نُعيدَكُمْ " " فَنُغْرِقَكُمْ " هذه الخمسة كلها بالنون وقرأ الباقون كلها بالياء.