الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مِّنَ ٱلأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعاً } * { وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } * { وَبِٱلْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِٱلْحَقِّ نَزَلَ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً } * { وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً }

{ فَأَرَادَ أَن يَسْتَفِزَّهُم مّنَ ٱلأَرْضِ } أي: يستزلهم ويخرجهم. ويقال: أي: يستخفهم من الأرض يعني: من الأردن وفلسطين ومصر { فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ جَمِيعًا وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِى إِسْرٰءيلَ } الذين مع موسى { ٱسْكُنُواْ ٱلأَرْضَ } أي: انزلوا أرض الأردن وفلسطين ومصر { فَإِذَا جَاء وَعْدُ ٱلأَخِرَةِ } أي: البعث بعد الموت { جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا } أي: جميعاً، واللفيف الجماعة من كل قبيلة ثم قال: { وَبِٱلْحَقّ أَنْزَلْنَاهُ } أي: أنزلنا عليك جبريل بالقرآن { وَبِٱلْحَقّ نَزَلَ } أي: بالقرآن نزل جبريل، ويقال: أنزلناه بالحق والحكمة والحجة. ثم قال: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشّرًا } بالجنة للمؤمنين { وَنَذِيرًا } بالنار للكافرين. ثم قال تعالى: { وَقُرْءانًا فَرَقْنَاهُ } حين أنزلنا به جبريل متفرقاً آية بعد آية وسورة بعد سورة { لِتَقْرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكْثٍ } أي: على ترسل وسهل ليفهموه ويحفظوه وكان ابن عباس يقرأ " فَرَّقْنَاهُ " بالتشديد أي: بينا فيه الحلال والحرام. ويقال: أنزلناه متفرقاً { وَنَزَّلْنَـٰهُ تَنْزِيلاً } أي: بيناه تبييناً.