الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } * { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله: { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا } يعني: خلق لكم من جنسكم إناثاً { وَجَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَزْوٰجِكُم بَنِينَ } أي: خلق لكم من نسائكم بَنِينَ { وَحَفَدَةً } أي: ولد الولد. ويقال: هم الأَعوان والخدم والأصهار. وروي عن زر بن حبيش عن ابن مسعود أنه قال: الحفدة الأختان. وقال مجاهد: الخدم وأنصاره وأعوانه. وعن ابن مسعود أنه قال: هم أصهاره. وقال الربيع بن أنس: البنون بنو الرجل من امرأته والحفدة بنو المرأة من غيره وقال زر بن حبيش: الحفدة حشم الرجل وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال: الولد الصالح. وقال أَهل اللغة: أصله في اللغة السرعة في المشي ويقال في دعاء الوتر وتحفد أي: ونجتهد في الخدمة والطاعة. ثم قال: { وَرَزَقَكُم مّنَ ٱلطَّيّبَاتِ } قال الكلبي: يعني الحلال إن أخذتم به. وقال مقاتل: الطيبات الخبز والعسل وغيرهما من الأشياء الطيبة بخلاف رزق البهائم والطيور. ثم قال: { أَفَبِٱلْبَـٰطِلِ يُؤْمِنُونَ } قال الكلبي: يعني الآلهة. وقال مقاتل: (أفبالباطل) يقول: بالشيطان يصدقون بأن مع الله إلهاً آخر. ويقال أفبالباطل يؤمنون يعني: أفيعبدون الأصنام التي لا تقدر على مضرتهم ولا على منفعتهم. { وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } أي: يجحدون بوحدانية الله تعالى. ويقال وبنعمة الله هم يكفرون فلا يؤمنون برب هذه النعمة. قوله: { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني: الأصنام { مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ } أي: لا يقدر لهم { رِزْقًا مّنَ ٱلسَّمَـٰوَاتِ } أي: إنزال المطر { وٱلأَرْضَ } أي: والنبات { شَيْئاً } يعني: لا يملكون شيئاً من ذلك وقال القتبي: إنما نصب " شيئاً " بإيقاع الرزق عليه. ومعناه: يعبدون ما لا يملك أن يرزقهم شيئاً. كما تقول ويخدم من لا يستطيع إِعطاءَه درهماً ثم قال: { وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ } يعني: ذلك { فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ } يعني: لا تصفوا لله شريكاً. فإنه لا إله غيره { إِنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ } أنه لا شريك له، ويقال: إن الله يعلم ضرب الأمثال { وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } ضرب المثل.