الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَافِلُونَ } * { لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ هُمُ ٱلْخَاسِرونَ } * { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله: { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } مجازاة لهم { وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَـٰرِهِمْ } أي: ختم على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم { وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْغَـٰفِلُونَ } أي: التاركون لأمر الله تعالى { لاَ جَرَمَ } أي: حقاً { إِنَّهُمْ فِى ٱلأَخِرَةِ هُمُ ٱلْخَـٰسِرونَ } { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَـٰجَرُواْ } قال ابن عباس: نزلت في عمار بن ياسر وأبويه وبلال وصهيب وخباب بن الأرت، عذبهم المشركون ثم هاجروا إلى المدينة فأخبروا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل { ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَـٰجَرُواْ } { مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ } يقول: عذبهم أهل مكة { ثُمَّ جَـٰهَدُواْ } مع النبي - صلى الله عليه وسلم - { وَصَبَرُواْ } على البلاء وصبروا على دينهم وصبروا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على طاعة الله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا } أي: من بعد الفتن ويقال: من بعد الهجرة { لَغَفُورٌ } لذنوبهم { رَّحِيمٌ } ويقال: نزلت الآية في عياش بن أبي ربيعة وقد ذكرناه في سورة النساء. قرأ ابن عامر " مِن بَعْدِ مَا فَتَنُواْ " بفتح الفاء والتاء أي: أصابتهم الفتنة وقرأ الباقون " فُتِنُواْ " على معنى فعل ما لم يسم فاعله.