الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } * { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَابِرِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَ آلَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } * { قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } * { وَآتَيْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } * { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱلَّيلِ وَٱتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَٱمْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } * { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلآءِ مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } * { وَجَآءَ أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ } * { قَالَ إِنَّ هَؤُلآءِ ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ } * { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ } * { قَالُواْ أَوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } * { قَالَ هَؤُلآءِ بَنَاتِي إِن كُنْتُمْ فَاعِلِينَ }

{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } أي: قال لهم إبراهيم ما حالكم وشأنكم وبماذا جئتم؟ { قَالُواْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } أي: مشركين. قال إبراهيم: من هم؟ قالوا قوم لوط. قال إبراهيم أتهلكونهم وفيهم لوط. فقالوا { إِلا ءالَ لُوطٍ } يعني ابنتيه زعورا وريثا ويقال: امرأة له أخرى غير التي أهلكت { إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ } قرأ حمزة والكسائي " إنا لَمُنْجُوهُمْ " بالتخفيف وقرأ الباقون بنصب النون وتشديد الجيم من أَنْجَى يُنْجِي وَنَجَّى يُنَجِّي بمعنى واحد { إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ قَدَّرْنَآ } عليها الهلاك { إِنَّهَا لَمِنَ ٱلْغَـٰبِرِينَ } أي: لمن المتخلفين للهلاك. قرأ عاصم في رواية أبو بكر " قَدَرْنَا " بالتخفيف وهو من القدر وقرأ الباقون بالتشديد وهو من التقدير قوله: { فَلَمَّا جَآء ءالَ لُوطٍ ٱلْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ } أي: لما دخلوا عليه أنكرهم ولم يعرفهم. { قَالُواْ بَلْ جِئْنَـٰكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ } أي: بما كانوا يشكون من نزول العذاب بهم { وَاتَيْنَـٰكَ بِٱلْحَقّ } أي: بالعذاب وهو العدل والصدق { وِإِنَّا لَصَـٰدِقُونَ } بأن العذاب نازل بهم. { فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ ٱللَّيْلِ } أي: في بعض الليل. قرأ ابن كثير ونافع " فَاسْرِ " بجزم الألف والباقون بالنصب، سريت وأسريت إذا سرت ليلاً { وَٱتَّبِعْ أَدْبَـٰرَهُمْ } يقول: امش وراءهم { وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ } يعني: لا يتخلف منكم أحد { وَٱمْضُواْ } أي: انطلقوا { حَيْثُ تُؤْمَرُونَ } أي: إلى المدينة. وهي مدينة زعر قوله: { وَقَضَيْنَآ إِلَيْهِ ذَلِكَ ٱلأَمْرَ } يعني: أخبرناه وأوحينا إليه ذلك الأمر. ثم فسر ذلك الأمر فقال { أَنَّ دَابِرَ هَـؤُلآْء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ } يعني: إنهم مستأصلون عند الصباح، ويقال قضينا إليه ذلك الأمر يعني أمرناه بالخروج إلى الشام إلى المدينة زعر. لأن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين. قوله { وَجَآء أَهْلُ ٱلْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ } بدخول الرجال منزل لوط { قَالَ لُوط إِنَّا هَـؤُلآء ضَيْفِى } يقول: أضيافي { فَلاَ تَفْضَحُونِ } فيهم { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ } أي: لا تذلوني في أضيافي { قَالُواْ أُوَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ } ألم ننهك أن تضيف أحداً من الغرباء { قَالَ هَـٰؤُلآء بَنَاتِى } أي: بنات قومي أزوجكم { إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ } أي: فتزوجوا النساء فإن الله تعالى خلق النساء للرجال وأمر بتزويجهن.