الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } * { وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } * { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ فَقَالُواْ سَلاماً قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } * { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ } * { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ ٱلْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ } * { قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِٱلْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ ٱلْقَانِطِينَ } * { قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ }

ثم قال: { نَبّىء عِبَادِى } أي: أخبر عبادي يا محمد { أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } لمن تاب منهم { وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } (لمن مات على الكفر ولم يتب) قال: حدثنا أبو جعفر. قال: حدثنا إسحاق بن عبد الرحمن قال: حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، قال: حدثنا محمد بن مقاتل قال: حدثنا عبد الله بن المبارك قال: حدثنا مصعب بن ثابت عن عاصم بن عبيد عن عطاء " عن رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: اطلع علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الباب الذي يدخل منه بنو شيبة ونحن نضحك فقال: «أتضحكون؟» ثم قال: «لا أراكم تضحكون» ثم أدبر فكأن على رؤوسنا الرخم. حتى إذا كان عند الحجر. ثم رجع القهقرى فقال «جاء جبريل فقال يا محمد إن الله تعالى يقول لم تقنط عبادي؟ { نَبّىء عِبَادِى أَنّى أَنَا ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ وَأَنَّ عَذَابِى هُوَ ٱلْعَذَابُ ٱلأَلِيمُ } " وقال قتادة: ذكر لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لو علم العبد قدر رحمة الله ما تورع عن حرام ولو علم العبد قدر عقوبة الله لبخع نفسه " أي: في عبادة الله تعالى ثم قال: { وَنَبّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ } أي: عن أضياف إلا أن هذا اللفظ مصدر والمصدر لا يثنى ولا يجمع، وذلك حين بعث الله تعالى جبريل في اثني عشر من الملائكة قوله { إِذْ دَخَلُواْ عَلَيْهِ } أي: على إبراهيم { فَقَالُواْ سَلامًا } أي: فسلموا عليه فرد عليهم السلام كما قال في موضع آخرفَقَالُواْ سَلاَماً قَالَ سَلاَمٌ } [الذاريات: 25] وقال الكلبي فأنكرهم إبراهيم في تلك الأرض لأنهم لم يطعموا من طعامه { قَالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ } أي: خائفين. { قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ } أي: لا تخف منا وبشروه فقالوا { إِنَّا نُبَشّرُكَ } قرأ حمزة " نَبْشُرك " بجزم الباء مع التخفيف ونصب النون وضم الشين. وقرأ الباقون بالتشديد. { بِغُلَـٰمٍ عَلِيمٍ } أي: بإسحاق عليم في صغره حليم في كبره. { قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِى عَلَىٰ أَن مَّسَّنِىَ ٱلْكِبَرُ } أي: بعدما أصابني الكبر والهرم. { فَبِمَ تُبَشّرُونَ } قرأ نافع " فَبِمَ تَبَشِّرُونَ " بكسر النون مع التخفيف لأن أصله تبشروني بالياء فأقيم الكسر مقامه وقرأ ابن كثير " فبم تبشرونِّ " بكسر النون مع التشديد لأنه في الأصل بنونين فأدغم إحداهما في الأخرى مثل قوله: { تَأْمُرُنِّي } { أَتُحَاجُّونّى } وقرأ الباقون " تُبَشِّرُونَ " بنصب النون مع التخفيف لأنها نون الجماعة. وقال أبو عبيدة هذا أعجب إليّ لصحتها في العربية { قَالُواْ بَشَّرْنَـٰكَ بِٱلْحَقِّ } أي: بالولد ويقال بالصدق { فَلاَ تَكُن مّنَ ٱلْقَـٰنِطِينَ } أي: من الآيسين من الولد، ويقال: من نعم الله تعالى { قَالَ إِبْرٰهِيمُ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبّهِ } أي: من نعمة ربه { إِلاَّ ٱلضَّآلُّونَ } أي الجاهلون. قرأ الكسائي وأبو عمرو (يَقْنِطُ " بكسر النون وقرأ الباقون " يَقْنَطُ " ) بالنصب ومعناهما واحد.