الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ }

قوله تعالى: { وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمْ } من العذاب والزلازل والمصايب في الدنيا إذ كذبوك وأنت حي. { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ } يقول: أو نميتك قبل أن نرينك { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَـٰغُ } بالرسالة { وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ } يعني الجزاء. ثم قال { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِى ٱلأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا } يعني: نفتحها من نواحيها. وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " هو ذهاب العلماء " وقال ابن عباس: ذهاب فقهائها وخيار أهلها. وعن ابن مسعود نحوه. وقال الضحاك أو لم ير المشركون أنا ننقصها من أطرافها. يعني يأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - ما حولهم من أراضيهم وقراهم وأموالهم أفهم الغالبون. يعني أولا يرون أنهم المغلوبون والمنتقصون. وعن عكرمة أنه قال الأرض لا تنقص ولكن تنقص الثمار وينقص الناس. وعن عطاء أنه قال: هو موت فقهائها وخيارها. وقال السدي: يعني: ينقص أهلها من أطرافها ولم تهلك قرية إلا من أطرافها. يعني: تخرب قبل. ثم يتبعها الخراب. { وَٱللَّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقّبَ لِحُكْمِهِ } يقول: لا راد لحكمه ولا مغير له ولا مرد لما حكم لمحمد - صلى الله عليه وسلم - النصرة والغنيمة { وَهُوَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } إذا حاسب فحسابه سريع. قوله تعالى: { وَقَدْ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يعني: صنع الذين من قبلهم كصنيع أهل مكة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - { فَلِلَّهِ ٱلْمَكْرُ جَمِيعاً } يعني: يجازيهم جزاء مكرهم وينصر أنبياءه ويبطل مكر الكافرين. ثم قال: { يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } برّة وفاجرة { وَسَيَعْلَمُ ٱلْكُفَّـٰرُ لِمَنْ عُقْبَى ٱلدَّارِ } يعني: الجنة.