الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ ٱللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ } * { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِيۤ أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتْلُوَاْ عَلَيْهِمُ ٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ }

قوله تعالى: { وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا } يعني هلا { لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ } يعني علامة لنبوته. { قُلْ إِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ } من عباده من الهدى يعني إذا لم يرغب فيه { وَيَهْدِي إِلَيْهِ } يرشد إلى دينه { مَنْ أَنَابَ } يعني: من رجع إلى الحق. ويقال رجع عن الشرك. ثم قال تعالى: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } هذا مقرون بالأولى يعني ويهدي الَّذِينَ آمَنُوا { وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ } يعني: تسكن وترضى قلوبهم { بِذِكْرِ ٱللَّهِ } يعني: إذا ذكروا الله تعالى بوحدانيته آمنوا به غير شاكين. وقال الكلبي يعني: وتسكن وترضى قلوبهم لمن يحلف لهم بالله { أَلاَ بِذِكْرِ ٱللَّهِ تَطْمَئِنُّ ٱلْقُلُوبُ } يعني: ترضى وتسكن قلوب المؤمنين { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني: صدقوا بالله وبمحمد وبالقرآن { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } يعني: الطاعات { طُوبَىٰ لَهُمْ } يعني: غبطة لهم. قال مجاهد: طوبى لهم يعني الجنة. ويقال: شجرة في الجنة. قال الفقيه: حدثنا محمد بن الفضل قال: حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا إبراهيم بن يوسف قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي اليسر عن مغيث بن سمي في قوله تعالى: { طُوبَىٰ لَهُمْ }. قال: طوبى شجرة في الجنة ساقها من ذهب الورقة منها تغطي الدنيا ليس في الجنة منزل إلا وفيه غصن من أغصانها. وقال أبو هريرة: طوبى شجرة في الجنة. وقال قتادة هي كلمة عربية. يقول الرجل طوبى لك إذا أصبت خيراً. وقال عكرمة طوبى لهم (أي نعما لهم) ويقال طوبى لهم أي خير لهم. ثم قال تعالى: { وَحُسْنُ مَـئَابٍ } يعني: حسن المرجع في الآخرة. قوله تعالى: { كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِى أُمَّةٍ } يقول: هكذا بعثناك في أمة كما بعثنا إلى من كان قبلك من الرجال في الأمم الخالية { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا } يعني: قد مضت من قبل قومك { أُمَمٌ لّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ } يعني: أرسلناك لتقرأ عليهم { ٱلَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } من القرآن { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِٱلرَّحْمَـٰنِ } يعني: يجحدون ويكذبون. وذلك أن عبد الله بن أمية المخزومي وأصحابه قالوا: ما نعرف الرحمن إلا مسيلمة الكذاب. قال الله تعالى { قُلْ هُوَ رَبّي } يعني: قل يا محمد الرحمن الذي تكفرون به هو الله ربي الذي { لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } يعني: فوضت أمري إليه { وَإِلَيْهِ مَتَابِ } يعني: وإليه أتوب وأرجع.