الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ }

قوله تعالى: { ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرّزْقَ لِمَنْ يَشَاء } يعني: يوسع الرزق لمن يشاء من عباده { وَيَقْدِرُ } يعني: يقتر في الرزق. يعني: يختار للغني الغنى وللفقير الفقر. لأنه يعلم أن صلاحه فيه. وروي عن ابن عباس أنه قال: إن الله تعالى خلق الخلق وهو بهم عليم. فجعل الغنى لبعضهم صلاحاً وجعل الفقر لبعضهم صلاحاً فذلك الخيار للفريقين. وقال الحسن البصري: ما أحد من الناس يبسط الله له في الدنيا فلم يخف أن يكون قد مكر به فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه. (وما أمسكها الله تعالى عن عبد فلم يظن أنه قد خير له فيها إلا كان قد نقص علمه وعجز رأيه). ثم قال تعالى: { وَفَرِحُواْ بِٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا } يقول: استأثروا الدنيا على الآخرة { وَمَا ٱلْحَيَوٰةُ ٱلدُّنْيَا فِى ٱلآخِرَةِ إِلاَّ مَتَـٰعٌ } يعني: الدنيا بمنزلة الأواني التي لا تبقى. مثل السكرجة والزجاجة وأشباه كل ذلك التي يتمتع بها ثم تذهب فكذلك هذه الدنيا تذهب وتفنى. وروي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " ما الدنيا في الآخرة إلا كمثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه في اليم فلينظر بم يرجع " وقال مجاهد: إلا متاع. أي قليل ذاهب وهكذا قال مقاتل.