الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يٰقَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنشَأَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوۤاْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } * { قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ }

قوله تعالى: { وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَـٰلِحًا } يعني وأرسلنا إلى ثمود. وإنما لم ينصرف لأنه اسم لقبيلة. وفي الموضع الذي ينصرف جعله اسماً للقوم { قَالَ يَـا قَوْمِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ } أي وحدوا الله وأطيعوه { مَا لَكُم مّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ } يعني ليس لكم رب غيره { هُوَ أَنشَأَكُمْ } يعني هو الذي خلقكم { مّنَ ٱلأرْضِ } يعني خلق آدم من أديم الأرض وأنتم ولده { وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } يعني أسكنكم وأنزلكم فيها. وأصله أعمركم، يقال أعمرته الدار إذا جعلتها له أبداً وهي العُمْرَى. وقال مجاهد: واستعمركم يعني أطال عمركم فيها { فَٱسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ } يعني توبوا من شرككم { إِنَّ رَبّى قَرِيبٌ مُّجِيبٌ } يعني قريباً ممن دعاه. مجيباً بالإجابة لمن دعاه من أهل طاعته. قوله تعالى: { قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا } يعني كنا نرجو أن ترجع إلى ديننا قبل أن تدعونا إلى دين غير دين آبائنا { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } يعني يريبنا أمرك ودعاؤك إيانا إلى هذا الدين ومعناه إنا مريبون في أمرك. { قَالَ } لهم صالح { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيّنَةٍ مّن رَّبّى } يقول أخبروني إن كنت على بيان وحجة ودين أتاني من ربي { وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً } يقول أكرمني الله تعالى بالإسلام والنبوة أيجوز لي أن أترك أمره ولا أدعوكم إلى الله وإلى دينه { فَمَن يَنصُرُنِى مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } يقول: فمن يمنعني من عذاب الله إن رجعت إلى دينكم وتركت دين الله تعالى { فَمَا تَزِيدُونَنِى غَيْرَ تَخْسِيرٍ } يقول: ما تزيدونني في مقالتكم إلا بصيرة في خسارتكم. ويقال: معناه فما تزيدونني غير تكذيب لأن التكذيب سبب لخسارتهم. ويقال معناه: فما تزيدونني إن تركت ما أوجب الله عليَّ من الدعوة غير تخسير. لأن العذاب إذا نزل بي لا تقدرون على دفعه عني