الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ } * { وَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ } * { وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }

قال الله تعالى { وَقُل لّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } يعني لا يصدقون بتوحيد الله تعالى { وَٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ } يعني في منازلكم على إهلاكي { إِنَّا عَامِلُونَ } في أمركم { وَٱنْتَظِرُواْ } بهلاكي { إِنَّا مُنتَظِرُونَ } بكم العذاب والهلاك فهذا تهديد لهم. ثم قال تعالى { وَللَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } يعني غيب نزول العذاب متى ينزل بكم. ويقال سر أهل السموات وسر أهل الأرض { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلأَمْرُ كُلُّهُ } يعني عواقب الأمور كلها (ترجع إليه) يوم القيامة { فَٱعْبُدْهُ } يقول أطعه واستقم على التوحيد { وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } يقول فوض إليه جميع أمورك { وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } يعني الذي يفعل الكفار. قرأ نافع وعاصم في رواية حفص " وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ " بضم الياء ونصب الجيم على معنى فعل ما لم يسم فاعله. وقرأ الباقون بنصب الياء وكسر الجيم فيكون الفعل للأمر. وقرأ نافع وإبن عامر وعاصم في رواية حفص " عَمَّا تَعْمَلُونَ " بالتاء على وجه المخاطبة. وقرأ الباقون بالياء على وجه المغايبة. وروي عن كعب الأحبار أنه قال: خاتمة التوراة هذه الآية { وَللَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ } إلى آخر السورة. " والله سبحانه أعلم ".