الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ فَجَآءُوهُمْ بِٱلْبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ كَذَٰلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } * { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلإِيْهِ بِآيَـٰتِنَا فَٱسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوۤاْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } * { قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَآءَكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّاحِرُونَ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِ } أي من بعد هلاك قوم نوح { رُسُلاً إِلَىٰ قَوْمِهِمْ } مثل هود وصالح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام { فَجَاؤُهُمْ بِٱلْبَيِّنَـٰتِ } يعني بالأمر والنهي. ويقال بالآيات والعلامات { فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ } قال مقاتل: يعني ما كان كفار مكة ليصدقوا بالعذاب أنه نازل بهم كما لم يصدق به أوائلهم من قبل كفار مكة. وقال الكلبي: فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به عند الميثاق حين أخرجهم من صلب آدم. وقال وما كانوا ليؤمنوا. يعني أُولئك القوم بعد ما كان دعاهم الرسل بما كذبوا به من قبل أن يأتيهم الرسل { كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَىٰ قُلوبِ ٱلْمُعْتَدِينَ } يعني: نختم على قلوب المعتدين من الحلال والحرام، ويقال صار تكذيبهم طبعا على قلوبهم فمنعهم عن الإيمان. قوله تعالى: { ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِمْ } من بعد الرسل { مُّوسَىٰ وَهَـٰرُونَ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَـٰتِنَا } التسع { فَٱسْتَكْبَرُواْ } يعني: تكبروا عن الإيمان { وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } يعني مشركين. قوله تعالى: { فَلَمَّا جَاءهُمُ ٱلْحَقُّ } يعني ظهر لهم الحق { مِنْ عِندِنَا قَالُواْ إِنَّ هَـٰذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ } يعني: الذي أتيتنا به كذب بين ف { قَالَ مُوسَىٰ أَتقُولُونَ لِلْحَقّ لَمَّا جَاءكُمْ أَسِحْرٌ هَـٰذَا } وفي الآية مضمر ومعناه أتقولون للحق لما جاءكم إنه سحر؟ ثم قال أسحر هذا؟ يعني أيكون مثل هذا سحراً. فليس ذلك بسحر. ولكن ذلك علامة للنبوة { وَلاَ يُفْلِحُ ٱلسَّـٰحِرُونَ } في الدُّنيا والآخرة. ويقال لا ظفر لهم. قوله تعالى: { قَالُواْ أَجِئْتَنَا } يعني: قال فرعون وقومه لموسى عليه السلام { أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا } يعني لتصرفنا وتصدنا { عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ ءابَاءنَا } يقول: عما كان يعبد آباؤنا { وَتَكُونَ لَكُمَا ٱلْكِبْرِيَاءُ } يعني السلطان والشرف والملك { فِى ٱلأرْضِ } يعني في أرض مصر { وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ } يعني: بمصدقين بأنكما رسولا رب العالمين.