الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ }

{ بَغْتَةً } أي فجأة { فَرَّطْنَا فِيهَا } أي قدمنا العجز فيها. وقولهمَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَٰبِ مِن شَيْءٍ } [الأنعام: 38] أي ما تركناه ولا أغفلناه ولا ضيعناه. وقوله تعالى:فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ } [يوسف: 80] أي قصرتم في أمره. ومعنى التفريط في اللغة تقدمة العجز { أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } أي أثقالهم يعني آثامهم. وقوله:حُمِّلْنَآ أَوْزَاراً مِّن زِينَةِ ٱلْقَوْمِ } [طه: 87] أي أثقالا من حليهم. وقوله تعالى:حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلْحَرْبُ أَوْزَارَهَا } [محمد: 4] أي حتى يضع أهل الحرب السلاح، أي حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم، وأصل الوزر ما حمله الإنسان، فيسمى السلاح أوزارا لأنه يحمل.

وقوله:وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } [الأنعام: 164] أي لا تحمل حاملة ثقل أخرى أي لا تؤخذ نفس بذنب غيرها. ولم يسمع لأوزار الحرب واحد، إلا أنه على هذا التأويل وزر، وقد فسر الأعشى أوزار الحرب بقوله
وأعددت للحرب أوزارها   رماحا طوالا وخيلا ذكورا
ومن نسج داود يحدى بها   على أثر الحي عيرا فعيرا
أي تحدى بها الإبل.