الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ }

{ آيَاتٌ } علامات؛ وعجائب أيضاً؛ وآية من القرآن كلام متصل إلى انقطاعه. وقيل معنى آية من القرآن أي جماعة حروف؛ يقال خرج القوم بآيتهم أي بجماعتهم. قال الشاعر:
خرجنا من النقبين لا حي مثلنا   بآيتنا نزجي اللقاح المطافلا
أي بجماعتنا أي لم يدعوا وراءهم شيئا { زَيْغٌ }: ميل. وقوله عز وجل { في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ } أي ميل عن الحقزَاغَتْ عَنْهُمُ ٱلأَبْصَار } [ص: 63] أي مالت. وقوله تعالى جل ذكرهفَلَمَّا زَاغُوۤاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ } [الصف: 5] أي لما مالوا عن الحق أمال الله قلوبهم عن الإيمان والخير { تَأْوِيلِ } أي مصير ومرجع وعاقبة؛ وقوله عز وجل: { وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } أي ما يئول إليه من معنى وعاقبة. ويقال: تأول فلان الآية؛ أي نظر إلى ما يئول معناها { ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ }: الذين رسخ عليهم وإيمانهم وثبت كما يرسخ النخل في منابته؛ قال أبو عمر: سمعت المبرد وثعلبا يقولان: معنى قوله عز وجل { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ }: المتذاكرون بالعلم؛ وقالا لا يذاكر بالعلم إلا حافظ.