الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ }

{ يُخَادِعُونَ ٱللَّهَ } بمعنى يخدعون: أي يظهرون خلاف ما في قلوبهم. وقيل: يخادعون: أي يظهرون الإيمان بالله ورسوله ويضمرون خلاف ما يظهرون فالخداع منهم يقع بالإحتيال والمكر؛ والخداع من الله عز وجل يقع بأن يظهر لهم من الإحسان ويعجل لهم من النعيم في الدنيا خلاف ما يغيب عنهم ويستر من عذاب الآخرة لهم جزاء لفعلهم، فجمع الفعلان لتشابههما من هذه الجهة. وقيل: معنى الخداع في كلام العرب الفساد؛ ومنه قول الشاعر:
طيب الريق إذا الريق خدع   
أي فسد. فمعنى يخادعون الله أي يفسدون ما يظهرون من الإيمان بما يضمرون من الكفر؛ كما أفسد الله نعمهم في الدنيا بما صاروا إليه من عذاب الآخرة.