الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَٰئِكَةِ ٱسْجُدُواْ لأَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَٱسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلْكَٰفِرِينَ } * { وَقُلْنَا يَآءَادَمُ ٱسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ٱلْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلْظَّٰلِمِينَ } * { فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا ٱهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { فَتَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ } * { قُلْنَا ٱهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

{ قُلْنَا لِلْمَلَٰئِكَةِ }: مذهب العرب إذا أخبر الرئيس منها عن نفسه قال: فعلنا وصنعنا لعلمه أن أتباعه يفعلون بأمره كفعله ويجرون على مثل أمره، ثم كثر الإستعمال حتى صار الرجل من السُّوَق يقول: فعلنا وصنعنا. والأصل ما ذكرت { إِبْلِيسَ }: إفعيل من أبلس؛ أي بئس. ويقال هو اسم أعجمي فلذلك لا ينصرف { رَغَداً }: كثيرا واسعا بلا عناء.

{ أَزَلَّهُمَا ٱلشَّيْطَٰنُ } أي استزلهما؛ يقال أزللته فزل؛ وأزالهما نحاهما؛ يقال أزلته فزال.

{ مَتَٰعٌ إِلَىٰ حِينٍ } أي سعة إلى أجل.

{ حِينٍ } أي غاية ووقت وزمان غير محدود، وقد يجيء محدودا.

{ تَلَقَّىٰ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَٰتٍ }: أي قبل وأخذ (تواب): أي الله يتوب على العباد؛ والتواب من الناس التائب.

{ ٱهْبِطُواْ مِنْهَا } الهبوط: الانحطاط من علو إلى أسفل بالضم والكسر جميعا.