الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ ٱلَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَأْتِي بِٱلشَّمْسِ مِنَ ٱلْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ ٱلْمَغْرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { أَوْ كَٱلَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِـي هَـٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَٱنْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَٱنْظُرْ إِلَى ٱلعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } * { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }

{ فَبُهِتَ ٱلَّذِي كَفَرَ } وبَهت أيضاً: انقطع وذهبت حجته. { خَاوِيَةٌ }: أي خالية { عُرُوشِهَا } أي سقوفها وقوله عز وجل { خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا } أي تسقط السقوف ثم تسقط عليها الحيطان. { يَتَسَنَّهْ } يجوز باثبات الهاء وإسقاطها من الكلام؛ فمن قال: سانهت، فالهاء من أصل الكلمة؛ ومن قال: سانيت فالهاء لبيان الحركة، ومعنى لم يتسنه: لم يتغير لمر السنين عليه، قال أبو عبيدة ولو كان من الأسن لكان يتأسن. وقال غيره: لم يتسنه: لم يتغير، من قوله:حَمَإٍ مَّسْنُونٍ } [الحجر: 26] أي متغير، وأبدلوا النون من يتسنن هاء كما قالوا تظنيت، وتقضي البازي.

وحكى بعض العلماء: سنه الطعام: أي تغير { نُنْشِزُهَا } أي نعرفها إلى مواضعها مأخوذ من النَشز وهو المكان المرتفع العالي: أي نعلي بعض العظام على بعض. وننشرها: أي نحييها. وننشرها من النشر ضد الطي { صُرْهُنَّ إِلَيْكَ } أي ضمهن إليك. ويقال أملهن إليك، وصرهن بكَسر الصاد أي قطعهن. المعنى: فخذ أربعة من الطير فصرهن: أي قطعهن صُوَراً. قال أهل اللغة: الصور: جمع الصورة ينفخ فيها روحها فتحيا. والذي جاء في التفسير أن الصور قرن ينفخ فيه إسرافيل؛ والله أعلم. { وَاسِعٌ } أي جواد يسع لما يسأل، ويقال الواسع: المحيط بعلم كل شيء، كما قالوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } [طه: 98].