الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَبَشِّرِ ٱلَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّٰتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَٰرُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـٰذَا ٱلَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَٰبِهاً وَلَهُمْ فِيهَآ أَزْوَٰجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } * { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَسْتَحْى أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَآ أَرَادَ ٱللَّهُ بِهَـٰذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ ٱلْفَٰسِقِينَ }

{ مُتَشَٰبِهاً } أي يشبه بعضه بعضا في الجودة والحسن. ويقال: يشبه بعضه بعضا في الصورة ويختلف في الطعم. وقوله تعالى:كِتَاباً مُّتَشَابِهاً } [الزمر: 23]: يشبه بعضه بعضا، ويصدق بعضه بعضا لا يختلف ولا يتناقض { مُّطَهَّرَةٌ } يعني مما في نساء الآدميين من الحمل والحيض والغائط والبول ونحو ذلك؛ ومطهرات خلقا وخلقا محببات محبات { خَٰلِدُونَ } باقون بقاء لا آخر له. وبه سميت الجنة دار الخلد وكذلك النار (فاسقين) أي خارجين عن أمر الله عز وجل؛ ومنه قوله عز وجلفَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ } [الكهف: 50] أي خرج عنه؛ وكل خارج عن أمر الله فهو فاسق؛ فأعظم الفسوق الشرك بالله ثم أدنى معاصيه؛ وحكى عن العرب: فسقت الرطبة إذا خرجت من قشرها.