الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

(قرآن) هو اسم كتاب الله عز وجل خاصة لا يسمى به غيره، وإنما سمى قرآنا لأنه يجمع السور فيضمها، ومنه قول الشاعر:
لم تقرأ جنينا....   
أي لم تضم في رحمها ولدا قط. ويكون القرآن مصدرا كالقراءة. ويقال: فلان يقرأ قرآنا حسنا أي قراءة حسنة. وقوله عز وجلوَقُرْآنَ ٱلْفَجْرِ } [الإسراء: 78] أي ما يقرأ به في صلاة الفجر { ٱلْفُرْقَانِ } انظر 53 من هذه السورة { مِسْكِينٍ } أي مفعيل من السكون، وهو الذي سكنه الفقر: أي قلل حركته، قال يونس: المسكين: الذي لا شيء له، والفقير: الذي له بعض ما يقيمه. وقال الأصمعي: بل المسكين أحسن حالا من الفقير؛ لأن الله عز وجل قال:أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي ٱلْبَحْرِ } [الكهف: 79] فأخبر أن المسكين له سفينة من سفن البحر، وهي تساوي جملة { ٱلْيُسْرَ } ضد العسر، وقوله عز وجل { يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ } أي الإفطار في السفر.

{ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ } أي الصوم فيه.