الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ } * { وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }

{ أُمَّةٌ }: وهي على ثمانية وجوه: أمة: جماعة، كقوله عز وجلأُمَّةً مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسْقُونَ } [القصص: 23] وأمة: أتباع الأنبياء عليهم السلام. كما تقول: نحن من أمة محمد صلى الله عليه وسلم. وأمة: رجل جامع للخير يقتدى به كقوله:إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ } [النحل: 120]، وأمة: دين وملة، كقوله عز وجل:إِنَّا وَجَدْنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ } [الزخرف: 22]، وأمة: حين وزمان، كقوله عز وجل:إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ } [هود: 8]، وكقوله:وَٱدَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ } [يوسف: 45] أي بعد حين. ومن قرأ أمْه وأمه: أي نسيان. وأمة: أي قامة، يقال، فلان حسن الأمة أي القامة. وأمة: رجل منفرد بدين لا يشركه فيه أحد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يبعث زيد بن عمرو بن نفيل أمة وحده " وأمة: أم يقال هذه أمة زيد أي أم زيد { حَنِيفاً }: من كان على دين إبراهيم عليه السلام، ثم يسعى من كان يختن ويحج البيت في الجاهلية حنيفا، والحنيف اليوم: المسلم، ويقال: إنما سمي إبراهيم حنيفا لأنه كان حنف عما يبعد أبوه وقومه من الآلهة إلى عبادة الله عز وجل، أي عدل عن ذلك ومال، وأصل الحنف ميل في إبهامي القدمين من كل واحدة على صاحبتها.