الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ ٱصْطَفَيْنَاهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي ٱلآخِرَةِ لَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَوَصَّىٰ بِهَآ إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ لَكُمُ ٱلدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ } * { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَآءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ ٱلْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }

{ سَفِهَ نَفْسَهُ }: قال يونس: سفه نفسه بمعنى سفّه نفسه، قال أبو عبيده: سفه نفسه أي أوبقها وأهلكها. قال الفراء: سفه نفسه، فنقل الفعل عن النفس إلى ضمير من، ونصبت النفس على التشبيه بالتفسير. وقال الأخفش: معناه سفه في نفسه، فلما سقط حرف الخفض نصب ما بعده كقوله:وَلاَ تَعْزِمُوۤاْ عُقْدَةَ ٱلنِّكَاحِ } [البقرة: 235] معناه على عقدة النكاح { أَسْلَمْتُ لِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي سلم ضميري له، ومنه اشتقاق المسلم، والله أعلم. { ٱصْطَفَىٰ }: اختار { مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ } أي دين إبراهيم { آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ } والعرب تجعل العم أبا والخالة أما، ومنه قوله تعالى:وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى ٱلْعَرْشِ } [يوسف: 100] يعني أباه وخالته، فكانت أمه ماتت.