الرئيسية - التفاسير


* تفسير كتاب نزهة القلوب/ أبى بكر السجستاني (ت 330هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوۤءٍ قَالَتِ ٱمْرَأَتُ ٱلْعَزِيزِ ٱلآنَ حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

(حاشا لله) وحاش لله، قال المفسرون: معناه معاذ الله.

وقال اللغويون: لحاشالله معنيان: التنزيه، والاستثناء. واشتقاقه من قولك: كنت في حشى فلان، أي في ناحية فلان؛ ولا أدري أي الحشى آخذ أي أي الناحية آخذ، قال الشاعر:
يقول الذي أمسى إلى الحزن أهله   بأي الحشى أمس الخليط المباين
وقولهم حاشا فلانا: أي أعزل فلانا من وصف القوم بالحشى فلا أدخله في جملتهم. ويقال حاشا لفلان وحاشا فلانا وحاشا فلان، فمن نصب فلانا أضمر في حاشا مرفوعا، والتقدير: حاشا فعلهم فلانا، ومن خفض فباضمار اللام لطول صحبتها حاشا. وجواب آخر: لما خلت حاشا من الصاحب أشبهت الإسم فأضيفت إلى ما بعدها { خَطْبُكُنَّ } أي أمركن، والخطب: الأمر العظيم { حَصْحَصَ ٱلْحَقُّ }: وضح وتبين.