الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلضُّحَىٰ } * { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } * { مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } * { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } * { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } * { وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } * { وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ } * { فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } * { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } * { وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ }

قوله { وَٱلضُّحَىٰ } يعني ضحى النهار وهو ضوؤه { وَٱللَّيْلِ إِذَا سَجَىٰ } إذا أظلم قال محمد وقيل سجى سكن وذلك عند تناهي ظلامه وركوده قال يحيى وهذا قسم.

{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ } وهي تقرأ على وجهين { وَدَّعَكَ } مثقلة و { وَدَّعَكَ } خفيفة فمن قرأها بالتثقيل يقول لم يودعك فيكون آخر الفراغ من الوحي ومن قرأها بالتخفيف يقول ما تركك ربك من أن ينزل عليك الوحي وذلك أن جبريل أبطأ عن النبي صلى الله عليه وسلم بالوحي فقال المشركون قد ودعه ربه وأبغضه.

قوله { وَمَا قَلَىٰ } أي وما أبغضك { وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ } يعني من الدنيا { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ } في الجنة { فَتَرْضَىٰ } { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } قال محمد قال ابن عباس يقول وجدك يتيما عند أبي طالب فآواك إلى خديجة.

{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ } كقولهوَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } [الشورى: 52] يعني القرآنمَا كُنتَ تَدْرِي مَا ٱلْكِتَابُ وَلاَ ٱلإِيمَانُ } [الشورى: 52].

{ وَوَجَدَكَ عَآئِلاً } أي فقيرا { فَأَغْنَىٰ } قال محمد جاء عن ابن عباس في قوله { فَأَغْنَىٰ } أي فرضاك بما أعطاك من الرزق ذهب إلى غنى النفس ويقال عال الرجل إذا افتقر وأعال إذ كثر عياله.

{ فَأَمَّا ٱلْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ } لا تقهره فتمنعه حقه الذي أمر الله به { وَأَمَّا ٱلسَّآئِلَ فَلاَ تَنْهَرْ } أي لا تنهره إما أعطيته وإما رددته ردا لينا.

{ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } بالقرآن { فَحَدِّثْ } قال محمد يقول بلغ ما أرسلت به وحدث بالنبوة وهي أجل وهو معنى قول يحيى.