الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } * { وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ } * { لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } * { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } * { أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } * { أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ } * { وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } * { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } * { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } * { فَكُّ رَقَبَةٍ } * { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } * { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } * { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } * { ثُمَّ كَانَ مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } * { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }

قوله { لاَ أُقْسِمُ } أي: أقسم { بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } يعني مكة { وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ } وهذا حين أحلت له مكة ساعة من النهار يوم الفتح.

تفسير مجاهد يقول لا تؤاخذ بما فعلت فيه وليس عليك فيه ما على الماس { وَوَالِدٍ } يعني آدم { وَمَا وَلَدَ } وهذا كله قسم.

{ لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ فِي كَبَدٍ } تفسير قتادة يكابد عمل الدنيا وإذا كان مؤمنا كابد أيضا عمل الآخرة.

{ أَيَحْسَبُ أَن لَّن يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ } يعني ألا يقدر الله عليه وهذا المشرك يحسب أن لن يبعثه الله بع الموت { يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُّبَداً } كثيرا أي أكلت وأتلفت فمن ذا الذي يحاسبني في تفسير مجاهد قال محمد لبدا هو من التلبيد كأن بعضه على بعض.

{ أَيَحْسَبُ أَن لَّمْ يَرَهُ أَحَدٌ } أي لم يره الله حين أهلك ذلك المال أي بلى قد رآه الله.

{ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ } فالذي جعل ذلك قادر على أن يبعثه فيحاسبه { وَهَدَيْنَاهُ ٱلنَّجْدَينِ } أي بصرناه السبيلين سبيل الهدى وسبيل الضلالة { فَلاَ ٱقتَحَمَ ٱلْعَقَبَةَ } أي لم يقتحم العقبة وهذا خبر أي أنه لم يفعل قال محمد العرب تقول لا فعل بمعنى لم يفعل.

قال: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْعَقَبَةُ } يقوله ل للنبي صلى الله عليه وسلم أي أنك لم تكن تدري حتى أعلمتك ما العقبة { فَكُّ رَقَبَةٍ } أي عتق رقبة من الرق { أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ } مجاعة { يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ } قرابة { أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ } يعني اللاصق بالتراب من الحاجة في تفسير الحسن.

قال محمد من قرأ { فَكُّ رَقَبَةٍ } فالمعنى اقتحام العقبة فك رقبة أو إطعام وهو معنى قول يحيى.

وقالوا ترب الرجل تربا بإسكان الراء إذا لصق بالتراب وترب تربا بفتح الراء إذا افتقر وأترب إترابا إذا استغنى قال الحسن وقد علم الله عز وجل أن قوما يفعلون هذا الذي ذكر لا يريدون الله به ليسوا بمؤمنين فاشترط فقال { ثُمَّ كَانَ } الذي فعل هذا { مِنَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } على ما أمرهم الله به وعما نهاهم عنه { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْمَرْحَمَةِ } بالتراحم فيما بينهم قال محمد ثم هاهنا في معنى الواو.

{ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } يعني الميامين على أنفسهم وهم أهل الجنة.

يحيى عن المبارك بن فضالة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعتق رقبة مؤمنة فهي فكاكه من النار ".

يحيى عن الجارود عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما مسلم أطعم مسلما على جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة ".

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } أصحاب الشؤم على أنفسهم وهم أهل النار { عَلَيْهِمْ نَارٌ مُّؤْصَدَةٌ }.