الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { ٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ }

{ ٱلَّذِينَ يَلْمِزُونَ ٱلْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ } قال قتادة ذكر لنا أن عبد الرحمن بن عوف جاء بنصف ماله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسبه قال يا رسول الله هذا نصف مالي أتيتك به وتركت نصفه لعيالي فدعا الله أن يبارك له فيما أعطى وفيما أمسك فلمزه المنافقون قالوا ما أعطى هذا إلا سمعة ورياء وأقبل رجل من فقراء المسلمين من الأنصار يقال له أبو عقيل فقال يا رسول الله بت الليلة أجر الجرير على صاعين من تمر فأما صاع فأمسكه لأهلي وأما صاع فهذا هو فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم خيرا فقال المنافقون والله إن كان الله ورسوله لغنيين عن صاع أبي عقيل فأنزل الله سبحانه هذه الآية إلى قوله { }.

قال قتادة لما نزل في هذه الآية { وَٱللَّهُ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلْفَاسِقِينَ } قال رسول الله: " قد خيرني ربي فوالله لأزيدنهم على السبعين " فأنزل الله عز وجل في سورة المنافقينسَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ } الآية [المنافقون: 6].

قال محمد وقوله عز وجل { وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ } يعني طاقتهم الجهد الطاقة والجهد بفتح الجيم المشقة يقال فعلت ذلك بجهد أي بمشقة وقوله عز وجل { سَخِرَ ٱللَّهُ مِنْهُمْ } أي جازاهم جزاء السخرية.