الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } * { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } * { وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ }

{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا } تفسير الحسن يعني أنهم ينفقون أموالهم ويشخصون أبدانهم يقاتلون أولياءهم المشركين مع أعدائهم المؤمنين لأنهم يخفون لهم العداوة فهو تعذيب لهم في الحياة الدنيا { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } أي تذهب.

{ وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } فيما أظهروا من الإيمان { وَمَا هُم مِّنكُمْ } فيما يسرون من الكفر { وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } على دمائهم إن أظهروا الشرك.

{ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } يعني حصنا يلجئون إليه { أَوْ مَغَارَاتٍ } يعني غيرانا { أَوْ مُدَّخَلاً } أي سربا { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ } مفارقة للنبي ولدينه { وَهُمْ يَجْمَحُونَ } أي يسرعون.

{ وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ } أي يعيبك ويطعن عليك { فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ } الآية قال قتادة " إن رجلا حديث عهد بأعرابية أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم ذهبا وفضة فقال يا محمد إن كان الله عز وجل قد أمرك أن تعدل فما عدلت منذ اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ويلك فمن يعدل عليك بعدي " ثم قال: " احذروا هذا وأشباهه فإن في أمتي أشباه هذا قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ".

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } أي أعطاهم من فضله يعني من فضل الله { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ } الآية وهي تقرأ أيضا ورسوله بالنصب أي يؤتي رسوله وفيها إضمار أي لكان خيرا لهم مما أظهروا من النفاق.